الخميس، 18 مايو 2017

حديث "اللهم أعني -وفي رواية-: "أغنني" بالعلم، وزيني بالحلم، وكرمني بالتقوى، وجملني بالعافية"

حديث "اللَّهُمَّ أَعِنِّي -وفي رواية-:"أَغْنِنِي" بِالْعِلْمِ، وَزَيِّنِّي بِالْحِلْمِ، وَكَرِّمْنِي بِالتَّقْوَى، وَجَمِّلْنِي بِالْعَافِيَةِ"
1 - مختصر الحديث:
عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ أَعِنِّي -وفي رواية-:"أَغْنِنِي" بِالْعِلْمِ، وَزَيِّنِّي بِالْحِلْمِ، وَكَرِّمْنِي بِالتَّقْوَى، وَجَمِّلْنِي بِالْعَافِيَةِ". وفي رواية عن علي رضي الله عنه: "وَحَلِّنِي بِالْعَافِيَةِ". رواه الرافعي في (التدوين في أخبار قزوين).
2 - روايات الحديث:
1 - رواية عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:

التدوين في أخبار قزوين للرافعي (2/ 324):

أَحْمَد بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْعِجْلِيُّ الْقَزْوِينِيُّ (704)- [2 : 324] سَمِعَ أَبَاهُ الأُسْتَاذَ أَبَا مُضَرَ رَبِيعَةَ بْنَ عَلِيٍّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَد بْنِ مُحَمَّدٍ الصُّوفِيِّ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ بَادَوَيْهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الضَّرِيسِ، ثنا إبراهيم بْنُ يَزِيدَ عن سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ أَعِنِّي بِالْعِلْمِ، وَزَيِّنِّي بِالْحِلْمِ، وَكَرِّمْنِي بِالتَّقْوَى، وَجَمِّلْنِي بِالْعَافِيَةِ".
2 – رواية علي رضي الله عنه:
الأمالي الخميسية للشجري:
(162)- [229 ] أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْأَزْدِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُنْبُكٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَالِكٍ الْأُشْنَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ الْأَعْوَرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " تَسْمَعُونَ وَيُسْمَعُ مُنْكُمْ، وَيُسْمَعُ مِمَّنْ يَسْمَعُ مِنْكُمْ، فَبَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ حَدِيثًا وَاحِدًا يُعْمَلُ بِهِ مِنَ الْخَيْرِ " (163)- [230 ] وَبِإِسْنَادِهِ، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " اللَّهُمَّ أَغْنِنِي بِالْعِلْمِ، وَزَيِّنِّي بِالْحِلْمِ، وَأَكْرِمْنِي بِالتَّقْوَى، وَحَلِّنِي بِالْعَافِيَةِ ".
3 – رواية سفيان بن عيينة رحمه الله:
3 - الحلم لابن ابي الدنيا:
(3)- [3] حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُمَّ أَغْنِنِي بِالْعِلْمِ، وَزَيِّنِّي بِالْحِلْمِ، وَأَكْرِمْنِي بِالتَّقْوَى، وَجَمِّلْنِي بِالْعَافِيَةِ ".
3 - الحكم على الحديث:
ضعيف، في إسناده عند الشجري أبو الحسين الأشناني، ضعيف، وموسى بن إبراهيم المروزي متهم بالوضع. وإسناده عند ابن أبي الدنيا  فيه محمد بن قدامة ضعيف، وهو مقطوع على سفيان بن عيينة. لكن وصله الرافعي عن الزهري عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ. وفي إسناده مجهولان: أبو مضر ربيعة بن علي، وإبراهيم بن يزيد بن المهلب، وذكر المناوي في فيض القدير (2/ 144) أن (ابن النجار) رواه في تاريخه (عن ابن عمر) بن الخطاب. ولعله (ذيل تاريخ بغداد) ولم أجده... فالمطبوع منه ليس كاملا.
4 - شرح الحديث:
فيض القدير (2/ 144) (اللهم أغنني بالعلم) أي علم طريق الآخرة إذ ليس الغنى إلا فيه وهو القطب وعليه المدار فإن العلم والعبادة جوهران لأجلهما كان كل ما ترى وتسمع من تصنيف المصنفين وتعليم المعلمين ووعظ الواعظين ونظر الناظرين بل لأجلهما أنزلت الكتب وأرسلت الرسل بل لأجلهما خلقت السماوات والأرض وما فيهما من الخلق {الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما} وكفى بهذه الآية دليلا على شرف العلم سيما علم معرفة الله، والعلم أشرف الجوهرين وأفضلهما، فمن أوتي العلم فهو الغني بالحقيقة، وإن كان فقيرا من المال، ومن حرم العلم سيما علم المعرفة والتوحيد فهو الفقير بالحقيقة وإن كان غنيا بالمال، ولهذا قال:
من عرف الله فلم تغنه... معرفة الله فذاك الشقي
(وزيني بالحلم) أي اجعله زينة لي فإنه لا زينة كزينته (وأكرمني بالتقوى) لأكون من أكرم الناس عليك {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} (وجملني بالعافية) فإنه لا جمال كجمالها، وخص سؤال الإكرام بالتقوى؛ لأنه أساس كل خير وعماد كل فلاح وسبب لسعادة الدنيا والعقبى، ولقد صدق القائل:
من أتقى الله فذاك الذي... سبق له المتجر الرابح
وقال عفي عنه:
ما يصنع العبد بغير التقى... والعز كل العز للمتقي
وهب أن الإنسان تعب جميع عمره وجاهد وكابد أليس الشأن كله في القبول {إنما يتقبل الله من المتقين} فمرجع الأمر كله للتقوى.
* * *